اذا رغب المعلمون فى أن ينقلوا طريقة تدريسهم من أسلوب التلقين الى أسلوب الاكتشافة , فان استراتيجية التدريس التبادلى هى خيارهم الافضل .فبصفتها طريقة تدريس تساعد الطلبة فى أن يكتشفوا على نحو مباشر النص الذى يقرؤنه وما يلى ذلك من بناء معنى وفان هذه الاستراتيجية مناسبة تماما لاى معلم يرغب فى جعل المتعلم يرغب فى جعل الطالب فى فصله محور العملية التعليمية .

فنتائج المراجعة التى قام بها الباحثان روزيتشاين ومايستر ل16دراسة حول استخدام الطريقة التبادلية فى التدريس وأظهرت فاعليتها فى زيادة استيعاب الطلاب الذين لديهم صعوبات فى القراءة وأيضا أثرها فى اكتشاف المعنى .

فماهى استراتيجيات التدريس التبادلى ؟ ولماذا هى استراتيجية فعالة جدا؟

تم إنشاء فكرة التدريس المتبادل لأول مرة بواسطة Ballinser and Brown في عام 1986 بهدف خلق التدريس الفعال المتبادل  لمساعدة المعلمين الطلاب  على مستوى الصف ("التعبير" و "الاستدعاء الجزئي") ولكنهم غير قادرين على فهم معنى النصوص التي قاموا بفك تشفيرها. يخمن الطلاب قبل القراءة في تعليمات متبادلة ، ويستخدمون تنبؤاتهم للتحقق من فهمهم أثناء القراءة.


استراتيجية التدريس التبادلى Reciprocal teaching
استراتيجية التدريس التبادلى Reciprocal teaching


يمكن أن تعرف استراتيجية التدريس التبادلى Reciprocal teaching على أنها تلك الاستراتيجية التى يستخدم فيها الطلاب عمليات التلخيص والتوضيح والتنبؤ فى فهم موضوع التعلم.

وأيضا التدريس المتبادل هو نوع من النشاط التربوي حيث يقوم المعلمون والطلاب بإجراء محادثة حول مقاطع مختلفة من النص من أجل إيصال معناها. يُعتقد أن أسلوب القراءة المسمى التدريس المتبادل يحسن التدريس. يقدم للطلاب أربع استراتيجيات قراءة متميزة - طرح الأسئلة والتوضيح والتلخيص والتنبؤ - يتم توظيفها بنجاح وبشكل هادف لتعزيز الفهم. وفقًا لـ Ballenser (1986) ، فإن الهدف من التدريس المتبادل هو تشجيع العمل الجماعي بين المعلم والطلاب وكذلك داخل الطلاب أنفسهم. التدريس المتبادل هو مزيج من ممارسات القراءة التي طورها القراء الملتزمون ، وفقًا لستريكلين (2001).

وتعد استراتيجية التدريس التبادلى من بين الاستراتيجيات المهمة من استراتيجيات التعلم الحديثة والتى تهتم بتنمية  مهارات ماوراء المعرفة   وهى تقوم على تبادل الادوار فى العملية التعليمية بين الطلاب والمعلمين أو بين المتعلمين أنفسهم فهى عبارة عن نشاط تعليمى يقوم على الحوار بموجبه يتم توزيع الطلاب بين مجموعات توزع الادوار فيما بين أعضائها ويجدد قائد أو مرشد المجموعة لكل مجموعة يقوم بتوجيه أعضاء المجموعة ويتم تقسيم محتوى الدرس الى أجزاء أو فقرات أو أفكار بحسب مايتضمن وتجرى مناقشة  الاجزاء كل على حدة  وعندما يتم الانتهاء من المناقشة حول جزء أو فكرة يتم التعمق فيها يتم اختيار قائد آخر لمناقشة الجزء التالى وهكذا يتم تبادل الادوار بين  المجموعة على أن يتم الحرص على طرح اسئلة تثير التفكير حول الموضوع ويتساءل  افراد المجموعة

فيما بينهم من أجل تعميق الفهم.

 ان المناقشة فى التدريس بالتبادل تدور حول الاتى:-

  • استدعاء الخبرات المعارف السابقة لدى الطلبة التى لها علاقة بالموضوع الجديد ,وتوضيح كل ما يتعلق بجوانب الموضوع .
  • تحديد الفكرة الاساسية العامة للموضوع والبدء منها فى عملية المناقشة .
  • التنبؤ بالمحتوى المتوقع للفقرة التالية من حيث فكرته الاساسية التى يدور حولها وفى كل من المراحل السابقة يتفاعل الطلبة ويبدون استجاباتهم للمناقشات والتساؤلات والاراء التبادلية مستفيدين من التغذية الراجعة .
  • يُعتقد أن القراءة تعمل على تحسين التدريس من خلال تعريض الطلاب لأربع طرق قراءة متميزة يتم استخدامها بنجاح وبشكل مقصود لزيادة الفهم: طرح الأسئلة والتوضيح والتلخيص والتنبؤ. وفقًا لـ Ballenser (1986) ، فإن الهدف من التدريس المتبادل هو تشجيع العمل الجماعي بين الطلاب وكذلك بين المعلمين.
  • وفى ضوء ما تقدم يمكن القول ان الاستراتيجية التبادلية فى التدريس تتشكل من التلخيص والتساؤل الذاتى والتوضيح والتنبؤ .
مكونات التدريس المتبادلReciprocal teaching:-
أولا التلخيص :- 
ويتضمن القدرة على التمييز وشرح افكار الرئيسية فى الموضوع فهو يقدم فرصة لتحديد المعلومات والافكار الرئيسية للموضوع مع الحرص على التكامل والترابط بين الافكا روتتيح الفرصة أمام القارئ لتحديد الافكار الرئيسية على نحو جيد ورسم المعلم مخطط للدرس  ثم يطلب من الطلاب التفكير بصوت مرتفع بعد كتابة الملخص
  • هل هناك معلومة غير منتظمة بالملخص؟
  • هل مرتبة بشكل صحيح ؟
ثانيا التساؤل الذاتى أو الاستجواب :- 
ويشمل طرح الاسئلة على الذات حول المعلومات . وفى هذه المرحلة تعزز القدرة على التلخيص لانه ينقل المتعلم الى مرحلة أعلى من مراحل فهم النشاط ويصل به الى التعلم النشط والفعال ولكى يضع الطالب اسئلة يجب تدريبهم على وضع أسئلة بمستوىات متعددة وصياغتها بشكل جيد مما يتيح الاجابة عنها .
ثالثا التوضيح :- 
فالغرض منه  التأكد من فهم المعلومات ويعد التوضيح عنصرا مهما من عناصر الاستراتيجية لما له من أهمية لاسيما مع الذين يعانون من صعوبة فى الفهم لانهم بتوضيح ما فهموه يدركون مواطن القوة والضعف فى حين يحدث التنبؤ حينما يتوقع الطلاب مايحدث لاحقا ويمكن للمدرس بتوجية التلاميذ الى وضع خط تحت الكلمات غير المفهومة أو غير مألوفة أو تمثل صعوبة فى الفهم والتفكير بصوت مرتفع .
رابعا التنبؤ :-
 ولكى يحدث التنبؤ بنجاح لابد من استرجاع الطلبه معرفتهم السابقة التى تتعلق بالموضوع واعطائهم فرصة لربط المعرفة الجديدة بالسابقة ربط المعنى ومراقبة التعلم للتأكد من الفهم .
ومن الجدير بالذكر أن دور المعلم فى هذه الاستراتيجية يكون فى تقديمه نموذجا عمليا واحدا ليقتدى به الطلاب وتوجيه عملية التفاعل بين الطلبة ولايتدخل الاعند الضرورة .
أما قائد المجموعة فيتم ترشيحه من أفراد المجموعة ويتولى هو ترشيحه من يليه فى عملية المناقشة فيتولى القائد دور المعلم وعلى المعلم أن يقوم حصة الاسئلة أوالمناقشة   الشفوية حول الموضوع والتكليف بالواجبات الاتية:-
  • توقع ماذا سيحدث لاحقا فى الدرس.
  • أسأل نفسك بنفسك.
  • لخص المعلومات المقروءة .
  • وضح أى جزء غير مفهوم أو غير واضح.                                           

ايجابيات التدريس التبادلى Reciprocal teaching    

تؤكد البحوث التربوية على فاعلية التدريس التبادلى عند استخدامها لتحقيق الفهم وذلك لانها تتميز ب :-

  1. تزيد من دافعة الطلبة ورغبتهم فى القراءة وتشجع المبتدئين على المشاركة .
  2. تزيد من انتباه الطلبة بأنفسهم وقدرتهم على ضبط التفكير .
  3. توفر الفرصة أمام الطلبة لممارسة الانشطة القرائية والاستقصاء والاكتشاف.
  4. توفر التغذية الراجعة والتعزيز .
  5. توفر بيئة تعلم أكثر ثراء ولاتعتمد على طريقة واحدة .
  6. تشدد على التقويم البنائى والمبدئي والختامى .
  7. تحسن الفهم القرائي لدى المتعلمين .  

ان استراتيجية التدريس التبادلى تتطلب أن يتعلم الطلبة كيفية استحدام استراتيجيات ماوراء المعرفة المتمثلة فى التلخيص والتساؤل الذاتى والتوضيح والتنبؤ فى مجموعات تعاونية صغيرى مع وجود المعلم الذى ينحصر فى عملية المراقبة وعدم التدخل الافى الضروة القصوى وتتطلب تمكن كل طالب من مراقبة ذاته وتوجيه مسار تفكيرة .

سلوكيات المعلم للمساعد فى تحسين عملية التفكير 

بعد أن عرضنا استراتيجيات التدريس التبادلى من أجل التفكير نرى من المفيد توضيح أدوار المعلمون من أجل تحسين مهارات التفكير لدى الطلبة ومنها:-

  • التخطيط للتفكير بمعنى أن المعلم يخطط لعمليات التفكير وكيفية ممارستها للطلبة ز
  • التأكيد على التعلم القائم على المعنى .
  • شرح عمليات التفكير بشكل مستمر 
  • يثير اهتمامات الطلبة بالعمليات العقلية .
  • يوفر الفرص اللازمة للتفكير .
  • أن يهتم بالتفكير المسموع استراتيجية التفكير عالى الصوت ويدرب عليه .
  • يهتم بالتلخيص وقواعده المتمثلة فى تعبير الطالب والتلخيص والمناقشة وما تم التوصل الية 
  • اهتمام بمهارات ماوراء التفكير وتقديم مسارات التفكير.

نموذج لتطبيق استراتيجية التعلم بالتبادل :-

يطرح المعلم موضوع الدرس وليكن درس اخطار المياة والرياح بمادة الدراسات الاجتماعية

يمهد المعلم بقول الله تعالى " 

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ سورة الأنبياء الآية: 30

فهل ممكن أن يشكل الماء خطرا على حياة الانسان؟

- فبعد القيام بعصف ذهنى لموضوع الدرس يتبع المعلم خطوات التدريس التبادلى بتقسيم الطلاب الى مجموعات 

- ويوزع أدوار الطلاب فيما بينهم دور الملخص والسائل والمستوضح والمتنبئ 

- يأخذ الطلاب وقتا كافيا للقراءة ثم يصمت الجميع ويبدأ النقاش .

- يستخدم الملخص معه الورقة والقلم ليحدد أنواع أخطار المياه وأضرارها 

- المتسائل يقوم بوضع أسئلة على الفقرة التى يدرسها الطلاب 

- المتنبئ يضع حلول ومقترحات لتفادى أخطار المياه 

ثم يناقش الطلاب ما توصلوا اليه من معلومات ويعرضوها على زملاؤهم وفى كل خطوة يستوقف المعلم الطلاب ليتأكد من مستوى الفهم والتوضيح للافكار الغير مفهومه.

تتناوب كل مجموعة فى جزء من الدرس بالشرح والتوضيح والتساؤل والتنبؤ لنصل الى تقويم ختامى لموضوع الدرس واختيار نشاط لكل مجموعة يتناسب مع الذكاءات المتعددة 

المصادر:-

فيشر,دوجلاس وآخرون -خمسون استراتيجية لتعلم وتعليم المحتوى الدراسى للطلاب -ترجمة عبدالله بن محمد -النشر العلمى والمطابع -جامعة الملك سعود 

عطية,محسن على2009 - الجودة الشاملة فى التدريس -دار صفاء للطبع والنشر -عمان

type='text/javascript'>

Post a Comment

اترك تعليقا اذا اردت المزيد

أحدث أقدم
// https://tagassistant.google.com/#/?url=https%3A%2F%2Fmot3telta3lem.blogspot.com%2F